كلمة رئيس مؤسسة الشعانبة المهندس بوعامر بوحفص بمناسبة اللقاء الأخوي التشاوري المنعقد بمتليلي الشعانبة يوم 15 أفريل 2019م و الذي ضم بعض وجهاء منطقة الجنوب
قال تعالى: ﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا…﴾السادة مشايخ ووجهاء الوافدين إلينا من الجلفة، إليزي، الأغواط، ورقلة، سيـــــــــــــــدي رئيــــــــــــــس مؤسســـــــــــــة سيدي محمد السايح.أتشرف أصالة عن نفسي ونيابة عن كل المنتسبين إلى المؤسسة أن أرحب بكم في متليلي الشعانبة مثوى الشهداء وعقل المجاهدين ومأوى أولياء الله الصالحين في هذا اللقاء الأخوي التشاوري الأول الذي يهدف إلى التباحث و تبادل الرؤى و التصورات بين أعيان المنطقة ومشايخها في ما يهم الصالح العام ويتعلق بوطننا الحبيب، وهو لقاء نرجو لله عز وجل أن يباركه لا سيما ونحن في هذا الشهر الفضيل شعبان نستروح نسمات شهر رمضان الكريم، وأن يوفقنا الى ما فيه الخير والصلاح خصوصا ووطننا يمر بمنعطفات حاسمة، وأحداث مفصلية تتلاحق يوما بعد يوم.أيها السادة الأعزاء والمشايخ الفضلاء إن الجزائر وطن يسع جميع أبنائه وبلد خطت حدوده ورسمت جغرافيته انهار دماء تدفقت من شرايين الملايين من الشهداء في مسيرة جهاد لم يشهد التاريخ الحديث مثلها طولا ومشقة، وان الحفاظ على امن هذا الوطن ليس مسؤولية الجيش وحده، بل هو مسؤولية مشتركة بين الجيش والشعب: للجيش منها جانبها القانوني الذي ينص عليه الدستور، وللشعب منها جانبها الحضاري والروحي الذي ينص عليه كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، والعهد المأخوذ للشهداء رحمهم الله، ومن هنا تكون مسؤولية النخبة من المشايخ والأعيان والمثقفين ثقيلة على قدر ما لهـــــــــــم من مكانة في المجتمع وقــــــــــــدرة على التـــــــــــأثير والتوجيه.كما يكون مثل هذا اللقاء واجبا دينيا وضرورة مجتمعية ملحة يصل فيها مشايخنا وأعياننا ومثقفونا الليل بالنهار من أجل تحصين الجبهة الداخلية، وتقوية اللحمة بين ابناء الوطن الواحد، لتفويت الفرصة على المتربصين بالشعب ووحدته، المستغلين للظروف والمنتهزين للمطالب المشروعة.ان التحديات التي تعيشها المنطقة اليوم تحتم علينا وضع المصلحة الوطنية فوق كل اعتبار، والتجرد من الحسابات الشخصية ومحاولات التموقع واكتساب السمعة، وتدعو إلى انكار الأنا وتغليب صوت الحكمة و العمل من أجل تحقيق الجزائر التي ضحى من أجلها الشهداء وتضمنها بيان نوفمبر الداعي إلى إقامة جمهورية جزائرية ديمقراطية شعبية مستقلة سيدة في إطار الثوابت الوطنية التي يأتي على رأسها الإسلام ديننا الحنيف.أيها السادة الكرام،إن الأهداف السامية السابقة لا يمكن تحقيقها إلا بمحاربة الفساد و القضاء على أسبابه، وتطهير المجتمع من الآفات الاجتماعية، و القضاء على المحسوبية و البيروقراطية و الجهوية، وبالإخلاص في العمل السياسي و تصحيح مسار التنمية الشاملة الذي لا سبيل اليه الا بتمكين الشباب من تحقيق ذاته وتفجير طاقاته، وتجسيد مبدأ تكافإ الفرص و العدالة الاجتماعية، و ترسيخ مبدأ الانتساب على أساس المواطنة.أملنا في الله تعالى كبير، ثم في إخلاص مشايخنا و أعياننا، وقوى المجتمع المأثرة، وفي وعي شبابنا الذي يُجمل في مطالبه، و يبرهن في كل المناسبات على حس وطني متأصل، وفي جيشنا الوطني الشعبي سليل جيش التحرير، نعم أملنا كبير في هذه المكونات و المقومات التي بفضلها صارت الجزائر في استقلالها اليوم مصدر إلهام لغيرها كما كانت في ثورتها التحريرية النوفمبرية أمس مصدر إلهام للشعوب الساعية الى التحرير و الانعتاق. والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاتهالمجد و الخلود لشهدائنا الأبرارمتليلي الشعانبة الاثنين 09 شعبان 1440هـ الموافق لــ 15 افريل 2019مرئيس المؤسسة المهندس بوعامر بوحفص